الأربعاء أغسطس 28, 2013 7:12 am | المشاركة رقم: |
المعلومات | | الادارة العامه | | الصورة الرمزية | | البيانات | عدد المساهمات : 1657 | تاريخ الميلاد : 01/01/1999 | تاريخ التسجيل : 25/11/2012 | العمر : 25 | الموقع : منتدى الخضر |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: واهنة , فقد أغتصبوا أحلامي . [ مشاركة في المسابقة ] . الأربعاء أغسطس 28, 2013 7:12 am
واهنة , فقد أغتصبوا أحلامي . [ مشاركة في المسابقة ] . - - - السَلام عليكَم ورحَمة الله وبركاتة ,
,
" واهنة , فقد اغتصبوا أحلامي "
صوت قطرات مُاء تتساقط بعَيداً عني ولا أعلم أين ! , وعيناي الشاردتان المتلهفان لأرى الماء أمامي وأروي ضما حلقي أنفاسي المتقطعة ونبضي الذي يتسـارع في قلبي , كُلها تدل على حالتي المتدهورة وضياعي , عن ماذا أبحَث أنا هُنا , ولماذا جُئت بالأساس ؟ . ما الذي حَدث لي حتى أصَل إلى هذا المكَان ! . نظرت إلى صورتي المعكَوسة أمامي ولا أعلم كيف أراها مع أنه لا توجَد أي مرآة هُنا . تقاسَيم وجَهي تنذر بأني وصَلت مرحَلة الجُنون وأني قُتلت وانتهيت وأني جسَدٌ بلا روحْ . انكمشت على جسَمي الضعيف قليلاً وأنا أجمع يداي إلى صَدري وأحاول كتمان دموعي المُحتقنة بمحجر عيني . سمعت صدى صُراخ والدتي التي تتوجع وبكاء أخواتي العالي والمُفطر . وزجرة والدي المُرعبة عليهن . أركض ساخطة على ذلك الأب اللي طعَن بالسَن محَاولةً منعه من أن يؤذي أحداهن فلم أعد أحتمل صَمت والدتي المُخيف وبكاء أخواتي المتواصل . فجروحهن وجروحي تنزف بغير توقف , حتى تقتَل قلوبنا باليوم ألف مرة . - لأستيقظ حينها من ذلك الكابوس على شهقات أختي التي تكبرني بسَنة , تهزني بقهَر وألم وهي تشَكي حالها لي وبأن أبي سيزوجها من أحد رفاقه كما زوج أخُتي الكبرى من قبل لأحد أصدقائه وها هي الآن حصدت ثمرة ذلك الزواج " مُطلقة " ومعها أطفالها بعد أن رأت الموت بعينه وهي تحت سقف واحد مع ذلك الرجَل . أمسكت بكتفي أختي وأنا أستجمع قواي لعلي أستطيع أن أجعل دموعها التي أكره رؤيتها تتوقف عن الانهمار : كفــاكِ بكاءاً أصَبري وتحملي واحتسبي فأنتِ لا تعلمين قد يحدث الله أمراً يعسَر زواجك . مسَحت دموعها بعشوائية : لم أعد أحتمل لم أعـــد أحتمل والدتي لا ترد علي البتا أنها صامتة وسط صراخ والدي . لا أعلم ما الذي جرى حينها لي أصبحت أنا أبكَي بجانب أختي ذات الـ 17 سنة . أأبكي حالي أوحال أخواتي أو حتى أمُي التي تعرضت لصَدمة نفسية أصَبحت بها لا تتحدث .! الفقر أمات قلوبنا وأضعف أجسادنا, فوجبة في يومنا تكفينا . وكلام الناس أوجعنا , فأصبحنا لا نخرج من بيتنا إلا لغرض ضروري . نخَشى واقعَنا فننكمش على أنفسنا في أركان بيتنا الذي أكل منه الدهر وشرب . أخذت بيد أختي وأنا أمسح دمعي قائلةً : تعالي فلنخرج من هذه الغرفة الكئيبة أني لا أسمع صوت والدي . لتجيبني بصوت متحشرج بعد أن بلعت ريقها : بلى لقد خرج منذ قليل رمى علي قنبلته وذهب . قُمت بحثها لتمضي معي بالخروج لصالة عند أختاي ووالدتي وأبناء أختي الكُبرى ففَعَلت . , جلست بجانب والدتي فاحتضنت كفيها بحنان فاض من قلبي كسيل جامح فرمقتني بنظراتها الفارغة ثم أشاحت بوجهها عني وأسندته على الجدار بألم وهَم وهكذا بقيت حتى أغمضت عينيها الدعجاوان بتعب . ألتفت لأختي الكُبرى التي تعنف أبناءها عن أن يضرب أحَدهم الآخر فزفرت بضيق وحَزن . وقفت بهَمة ظاهرة تصنعتها ولكن داخلي مُحطم ومُهشم . مشَيتُ ناحية باب بيتنا وأخذت أنظر من فتحَته فهناكَ حُدود ليس علي تجَاوزها . نظرت لتلك الطفلة ذات الـ 6 سنوات تركض هُنا وهُناك ويديها الممَدودتان أمامها تستدل بها بعد أن رُبطت عينيها وأغُمضت بوشاح أبيض ناصع ونقي كروحها الصافية وهي تقهقه بمرح وسَعادة وثوبها يتراقص مع نسائم الغَروب وجديلتها الطويلة تتمايل وفقاً لحركاتها . وبنات جَنسها يهرولن مُبتعدات عنها وضحكاتهَن تغمر الوجَود بالأمل والأفراح . ابتسمت بألم فطفولتي لم تكن هكذا أبداً , أني مُختلفة أنا وأخواتي عن بنات جَنسنا في أمور كثيرة . فأنا أعلم أني سأتزوج قريباً حتى وأن كنت ذات الـ 16 سنة فهذا طبيعي أختي الكُبرى تزوجت بعمَري الآن وأختي الوسَطى ابنة السَبعة عشر عاماً ستلحقها بعد مُدة وأنا سأمضي بعدهَن إلى مصَيري , حتى والدتي تزوجَت وعمرها خمسَة عشرة عاماً , فكيف بنا نحَن ! لقد رُمينا في مزبلة من واقع مَرير يقتَل أحلامنا ويقذف بآمالنا للبعَيد . هَبطت دموعي بالرغَم عني , أعتقد أنه سيأتي يومٌ ما تجَف فيه دمُوعي وأصَبح مقتولة المشاعر فحَالتي لا تسَمح بأن أحَمل أي مشاعر جياشة . أمسَكت بثوبي أختي ذات الـ 7 سنوات وهي تهتف لي : تعـــالي ألعبي معي. مِلتُ قليلا ناحيتها وأنا أبتسم بدفء : حَسناً تعالي معَي . أمسكت بيدها الصَغيرة وأنا أحاول أن أجعل ابتسامتي الدافئة تطغى على محياي لكن وَ أسفاه اختفت بسرعة حَين سماعي صوت والدي يقترب وهو يزمجر بغضَب فهرولت مُسرعة ومعي أختي الصُغرى ناحية الصالة وأقف في أحدى أركانها مرتعدة بعد أن احتضنت جسدها الصغير الضعيف , أخذت أنتظر رؤيته وسماع مُحاكمة إعدامنا الآن . فإذا به يدخل وحتى بدون أن يلقي سلامهُ علينا قال بحنق رامقاً أختي الوسَطى : عليك أن تُجهـزي نفســك فبعد يومين سيأتي الشيخ ومعه صاحبي لتوقعي على الكتاب وتغربي عنا معه . قال ما قالهُ وخرج عنا فانهارت أختي باكية ساخطةً عليه , تتنحَبُ بوجع وغَم تشَكي حالها بدموعها وأن أحلامها الوردية ذهَبت مع الرياح لتغيب بلا رجَعة . رأيت والدتي التي تكفهر وجهها تقترب منها وتحتضنها بحنان أمٍ تحَمي أطفالها من الخَطر . دموع والدتي هي أخبرتني أنها تشَعر بنا بالرغَم أنها لا تستطيع الحَديث . ألتفت لأختي الكُبرى التي طأطأت رأسَها بعبرة وتشد على قبضة يديها بقهَر . وأطفالها الثلاثةُ الصغار تحَلقوا حولها بعد أن رمقوها بعيون دامعة يرتجون منها أن لا تبكي . , لا زلت أتساءل في هذه اللحظات هَل سيأتي يوم أركل في أشجاني على قارعة الطريق وأمضَي وثغري مُزدان بمبسَمي .! ويكَون حظي أجمل من حظ أختاي التي تكبراني أم أن مصَيري هو مصَيرهُن .! و أنه قُدر لي منذ الأزل أن أعيش حَياتي بفتور وحَزن .! شكَرا لكَ أبي لأنك حطمت أملي واغتصبت أحلامي فجعلتني واهنة • وَ مَلكة على عرش الضَعف والانكسار .
,
أحبتي هُن معنا في مجتمعنا الذي به عقول تحَجرت وأصابها صَممٌ وعمى عن البصَيرة , يبصرون فقط مصالحهم الذاتية ولا يرون غيرها على حسابهن وكل ذلك تحت مَسمى *مصلحتك*. رويت لكَم حكاية عينةٍ مِن هُن بلسان أحداهَن , صغيرة في هذه الحَياة كُتب لها الزواج من صِغرها فَلقبت بالقاصَرة . أرجوا أن أكون أصبت المُنتصف بقصَتي . وبالتوفيق لي وللجميع . ودي ومحَبتي لكَم .
|
| |