الأربعاء أغسطس 28, 2013 7:10 am | المشاركة رقم: |
المعلومات | | الادارة العامه | | الصورة الرمزية | | البيانات | عدد المساهمات : 1657 | تاريخ الميلاد : 01/01/1999 | تاريخ التسجيل : 25/11/2012 | العمر : 25 | الموقع : منتدى الخضر |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: علمت الآن ماالأجملُ في الحياة[ مشاركة في المسابقة ] الأربعاء أغسطس 28, 2013 7:10 am
علمت الآن ماالأجملُ في الحياة[ مشاركة في المسابقة ] *
علمت الآن ماالأجملُ في الحياه / بقلمي
اسمي أحمد ،، أبلغ من العمر ثمانٍ وعشرون عاماً ،، أعملُ في مجالِ الإطفاء
دخلت الى مقر عملي وانا أزفر بإرهاقٍ شديد ،، رفعت كفي الأيسر لأمسح عرق جبيني بتعب وانا أشعر أنَّ ذهني مشتت كرهت هذه الحياه البائسه ،، كرهت هذهِ المعيشه المرهقه ،، لو كان شتم الحياة سيريح كياني لشتمتها ليلا ونهاراً لكن شتم الدهر محرم
جلستُ على كرسي المكتب وأنا أتنهد بحسره ،، عملي يتطلب مني الركض في أيّ لحظة وأنا بدوري قدْ مللتُ الحياة أود لو أرمي بجسدي في النار وأُريح نفسي من هذا العذاب ،، أودُ ذلك وبشده ، لكني أخشى الله
رفعت رأسي عندما سمعت صوت خطوات لأرى صديقي/رفيقي الذي دخل خلفي وأنا أدرك جيداً أنه يشعر بي عندما أتكدر ،، لهذا لحق بي ،، يريد أن يواسيني ، يريد أن يخفف عني ،، لكن الحياة أقسى
جلس أمامي على حافة المكتب لنبدأ بأحاديثنا الحميميه ونتبادل الأسرار كما في العاده ،، كُل منا يرمي بهمومه على الآخر لنخفف عن بعضنا البعض
هذا هو عبدالله ، رفيقي من أيامِ الثانويه ، ولازال الى الآن رفيقي ومؤنسي في العمل
نصف ساعة لتصبح عقارب الساعة تشير الى التاسعة ليلا ضجيجٌ يغلف مبنى العمل ،، صفارةٌ تصدر صريخا مزعجاً لمسامعنا
وقفت لأركض ويتبعني عبدالله ونظراته العاتبة لاتفارقني ، دائما مايرمقني بهذه النظرات ، وأنا اعلم مغزاها جيداً ،،يعاتبني على حزني ، على اندفاعي في عملي وكأنني أُريد الموت ، يعاتبني على حالي بعد وفاة زوجتي وطفلي نعم بعد وفاتهم ،، لم يمضي سوى أُسبوعين منذ وفاتهم في حادث سيارةٍ كانت تتجه بزوجتي الى مقر عملها وطفلي الذي لم يتجاوز السابعة الى مدرسته فقدتهم ، ومن قبلُ كنت أعيشُ يتيما بلا أبٍ أو إخوه ،، ثم فقدت والدتي قبل خمسة أشهر إثر سرطانٍ خبيث ،، والآن أفقد زوجتي وطفلي الوحيد تجاهلت الإجازة التي أعطوني اياها وكأنني أُعجلُ فِي موتِي ليس خطئاً فأنا أُريده وبشده ولكن بعيداً عن الإنتحار ،، أتمنى لو ينقلب حالي ، أن ترحمني الدنيا وتحرقني بلهيب نارها ، أنْ أمُوت وأُصبح رماداً ولا أتعذب على هذا النحو
فقدٌ على فقد..
بِضعُ دقائقَ لنصل الى موقع الحريق ويبدأ جزء منا بمحاولةٍ لإطفاء اللهيب والجزء الآخر يندفع لإنقاذ الأرواح ِمن المبنى المخصص للشقق اندفعتُ مع الجزء الثاني بينما بقي عبدالله مع من يحاولون إطفاء الحريق غير منتبهٍ لاندفاعي نحو اللهب أُنقذ بعض الارواح بل الأغلب ممن يمكثون في المبنى ،، والنار تتأجج بعناد آبية الخمود
بضعُ دقائق ليلتفت عبدالله باحثا عني بهولٍ وخوف شديدين ،، يعلم بأني لن أُوديَ بنفسي للموت ، لكنه يخشى أن يغلبني الشيطان وأخون الأمانة المودعة في جسدي تلفت بجنون وهو يصرخ منادياً بإسمي - أحمــــد أين أنت ؟؟ بقيَ يصرخُ بحنونٍ وهو يدير رأسه باحثاً عني
بدون أدنى تفكير بلل جسده بالماء ووضع كمامة على فمه لياخذ أُخرى ركض متجها للمبنى بعد أن أخذ قطعة خشبية مجاوزةً لطوله ليحتمي بها كالدرع لجسده من النار صرخ مرارا وتكرارا مناديا بإسمي ، بحثَ في جميع زوايا الطابق الأول ، الثاني ، الثالث ليصل الى الرابع ولازال يصرخ بإسمي - أحمد أتسمعني؟ ،، أأنت هنا؟؟ ، أجــب
بقي يبحث في غرفةٍ تلو الاخرى ليتجه لآخرِ غُرفةٍ وهو يسمع سعالا شديداً ،،دخل بعد أن فتح الباب بعنف ليصدم بي جالسا في إحدى الزوايا وفي أحضاني جُثةٌ محترقه اندفع اليّ وهو يصرخ بغضب - أأنت مجنون ؟؟
نظرت اليه بحزن شديد والدموع تبلل ملامحي ، قلت - أُنظر الى هذا الطفل ، إحترق جسدهُ كطفلي
تنهد بحسرةٍ ليقول - أنت مؤمن بقضاء ربك ، لا تجزع ودعنا نخرج من هنـ..
قاطعته بهدوء - أخرج أنت ْ، دعني هنا فلربما يحترق جسدي كما احترقت زوجتي وطفلي في الحادث
شعرتُ بلكمة قاسية عنفت ملامحي ، ليصرخ في وجهي وقد اعتراه الغضب - أجُننت ؟ لم أكُن أعلم أنك بهذه الحماقه ،، تريد الانتحــار
لم أُجبه ليُكمل بنفس النبرة الصارخه - أهانت عليك النار يا أحمد ، أُنظر الي
نظرت اليه بعين ذابله ، أُريد الموت ،، هذه الجثة الصغيرة في أحضاني تذكرني بطفلي وزوجتي ،، أريد أن أموت فعذابي أقسى ،، أنت لم تستشعر ألمي باعبدالله ، انت لم تستشعر ألم الفقد من قبل
نظر الي بعد أن لانت ملامحه وهو يدرك ماتعنيه نظراتي ، بالرغم من صمتي الا أنه أدرك أحاديث النفس داخلي ،، هو الوحيد الذي يفهمني ، هو الوحيد الذي يشعر بحزني ،،ربما لو أنه لم يكن موجودا في حياتي لقتلت نفسي ،،ربما كنت لأفعل هذا لكن وجوده بعد الله آنسني
امسك كتفي بهدوء ليضع الكمامة على فمي ويهمس - دعنا نذهب ، ارجوك ياأحمد لاتودي بجسدك في النار بيديك فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) بدأ يذكر آيات من القرآن وأحاديثَ تذكرني بعاقبةِ الإنتحار ،، فأرواحنا أمانةٌ في أجسادنا لانت ملامحي بكلام الله ورسوله ،، أفقت من جنوني قبل فوات الأوان ،، ابتسم وهو ينظر الي ، قال - دعنا نذهب ،، النار تزدار من حولنا ، أرجوك يا أخي هيا
أخــي ،، هذه الكلمة كانت ولازالت تحرك فيَّ الكثير ،، ربما لم أعش مع إخوة من قبل ، لكن الله عوضني بالأخ والصديق
ساعدني في الوقوف بعد أن أصاب قدمي بعض الحروق ، نظر الى الغرفة بتمعن وهو يتمتم - شكرا ياإلهي ،،، حمدا لله أن النار لم تلتهمنا الى الان بقيت صامتا وانا أحمل معي الجثة المحروقه لأخرجها ، وهو يساعدني في المشي ،، خرجنا من الغرفة والنار حولنا لم تكن شديدة وهذا من لطفِ الله علينا ، نزلنا السلالم لنصل الى الطابق الاول ولازال يساعدني في المشي ، بقينا نمشي بصمت رهيب ليقطعه عبدالله بهمس
- لاتفعل ذلك مرة اخرى ، انت رجل مؤمن بقضاء ربك فلا تخدش هذا الإيمان بيديك وتجعل للشيطان منفذا يتغلب به عليك لم أتجرأ بنطق أي كلمه ، ليكمل - تخيل لو أنك مت ، ماذا كان سيحدث ،،، أسترتاح ؟ أستتحررُ من هذا الحزن ،،، لا، بل ستُعذب في النار يوم القيامه ، أهذا ماتريده يا أحمد ،، النار؟؟ هزني كلامه بشده ، ارتعش جسدي ،،، نطقت بصوت ممتنٍ ضعيف - أشكرك ابتسم ابتسامتاً مطمئنه لينطق بارتاح - ولمَ وجد الاصدقاء اذا؟؟ ،،، للوقوف مع بعضهم طبعا ابتسمت براحة لنكْملَ طريقنا متجهين الى برِ الأمان وأنا أحمد الله وأشكره على ماوهبني إياه
الصداقــه ،، كنزٌ لايفنى
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هذه القصة من وحي خيالي ترجمتها لكم حروف قلمي على عجل
اللهم اجعل مايخطه قلمي في ميزان حسناتي واغفر لي إن كان من سيئاتي
لااله الا الله محمدا رسول الله اللهم وفقني لما تحبهُ وترضى
بالتوفيق جميعاً
هِنـدْ*...
|
| |