خفياً .. نقياً .. كُسرت بدعوته شوكة فارس ..!! 3
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت أكبر فتوحات المسلمين وتوسعاتهم لأعلاء كلمة الله في بلاد الشام وفارس خاض فيها المسلمين أنتصارات عظيمه وأبلوا فيها بلاءً عظيماً
يُدهش المتأمل في قصص التاريخ ...
أنقشع غبار ( معركة القادسيه ) عن نصرٍ مبين مؤزر للمسلمين
بعد أن حُمى وطيس المعركه بعد صبرٍ عظيم وقتالٍ شديد
وتنقشع عمن أصطفاهم الله من شهداء في سبيله ..
أنتظر المسلمون كلمة عمر أبن الخطاب رضي الله عنه حتى يُصدر لهم الأمر بأجتثاث عروش كسرى التي في كل مره تنقض العهد وتغدر بالمسلمين
أصدر عمر أوامره أن تتوجهه جيوش المسلمين التي في الكوفه بعد أتحادها مع جيش البصره وتتوجه الى الأهواز
[size=32]لمطاردة الهرمزان ـ قائد الفرس ـ الذي كان في كل مره يغدرُ بالمسلمين
وتحرير مدينة تستر درة التاج الكسروي وقلبه النابض وتاريخهم العريق
وصل أبو موسى الاشعري رضي الله عنه _قائد جيش المسلمين _ الى تستر
وفي جيشه من خيار الصحابة رضي الله عنهم
[size=32]البراء ابن مالك
ومجزأة بن ثور السدوسي
أحدهم في الميمنه والاخر في الميسره من الجيش[/size]
كانت مدينه تستر مدينه عريقه ضاربه في أغوار التاريخ مبنيه على مرتفع من الارض على شكل فرس يسقيها نهرٌ كبير يُدعى بنهر دُجيل
وفوقها مناهلُ ماء بها تماثيل تصبُ من أفواهها المياه وتسمى الشاذوران ..
لتنهل بالماء بداخل المدينه المحصنه بالحصون والأنفاق والخنادق
كانت مدينه عجيبةُ البناء غريبه على جيوش المسلمين في تصميمها وقلاعها وطرقها وأنفاقها الصعبه
فضلا عن أنها كانت مشيده بالحجارة الصلبه الضخمه ودُعِمت بأعمدت الحديد الصلبه وبُلّطت وأنفاقها بالرصاص ..
وحول المدينه سور كبير سامق قال عنه المؤخون أنه أول سورٍ وأعظم ُسورٍ بُني على وجه الأرض
ثم حفر حول السور خندقٌ عظيم يتعذر أجتيازه ونُصبت عليه الجسور التي يتعداها المقاتلون
وحُشد حول تستر خيرة جيوش فارس وأشجعهم وأقواهم وأصلبهم في القتال
غير أن هذا كله تضائل
وأنهار وأنهزم وزال
بصبر وجهاد المسلمين و ....
بمن لم يؤبه به .. بمن يُدفع مع الأبواب .. بذلك النحيل ..
بذلك العزيز الكريم على الله رب العالمين
الأشعث الأغبر الذي لو أقسم على الله لأبره
بدعوته يوم بلغ البأس بهم مبلغه واحتد القتال بين الجيشين لتبزغ بعدها شمس الاسلام على ارض فارس ...
دام حصار المسلمين لتستر ثمانيه عشر شهرألا يستطيعون إجتياز الخندق المحيط بالمدينه ..
خاض المسلمون مع الفرس في هذه الفتره ثمانين معركه ..وكانت كل معركه تبدأ بالمبارزه ..
وكان الصحابي
مجزأه بن ثور السدوسي
أبلى بلاء لا مثيل له حتى سرى أسمه بين الفرس يبعث الرعب أن سمعوا أن من خرج للمبارزه هو مجزأه
وفي أخر معركه من هذه المعارك الثمانين حمل المسلمون على عدوهم حملة باسله صادقه فأخلى الفرس الجسور المنصوبه على الخندق ولاذوا بالفرار الى الحصن
وأنتقل المسلمون بعد هذا الصبر الطويل من حالٍ سيء الى حالٍ أسوء
فقد أخذ الفرس يُمطرون المسلمين بسهامهم والحصن أمامهم والخندق من ورائهم
ويُدلون عليهم من فوق الأسوار سلاسل من حديد في نهاية كل سلسله كلاليب متوهجه من شدة ماحُميت من بالنار
وأذا رام أحدٌ من المسلمين تسلق السور أو الاقتراب منه أنشبوها فيه وأخذوه أليهم فيحترق جسده ويتساقط لحمه ويُقضى عليه ..
وهم في هذا الكرب العظيم
[size=32]أذ نزل عليهم كولاب يتوهج نار .. نشب في جسد الصحابي الجليل أنس أبن مالك فسحبه الى السور فأنبرى البراء أبن مالك من بين الجيش مسرعا ..
متسلقا جدار الحصن لاحقاً بأخيه
أمسك السلسله فشوت يده وأحرقتها ولم يبالي
يفك الكولاب من أخيه وأخرجه من جسده وأنزله
عاد البراء بن مالك بيدين قد سقط اللحم منها وأنكشف العظم فيها
ليُعالج من جراحه ..[/size]
باسلٌ.. مقدامٌ... شجاع
أشتد الكرب وعظم الخطب
وأخذ المسلمون يتضرعون الى الله ويدعونه ..
وبينما أبو موسى الاشعري يتأمل سور تستر العظيم يائساً من أقتحامه سقط أمامه سهمٌ قُذف نحوه من السور فنظر فيه فأذا فيه رساله تقول لقد وثقت بكم معشر المسلمين وأني استأمنكم على نفسي ومالى وأهلي ومن تبعني ولكم علي أن أدلكم على منفذٍ تنفذون منه الى المدينه
فكتب أبي موسى أمانا لصاحب الرساله وقذفه بالنشابه
فاستوثق الرجل من أمان المسلمين لما عُرف عنهم من الصدق بالوعد والوفاء بالعهد وتسلل اليهم الرجل في جنح الظلام وأفضى الى أبي موسى الاشعري .....
يتبع [/size]